ثقافة بالصور-في عرضه الأخير ببوڨرنين: حضرَ لمين النّهدي، وغاب المكّي وزكيّة... عرضٌ بلا عنوان!
إحباط مؤلم ذلك الذي ساد شعور جمهور مسرح الهواء الطلق بحمام الأنف، الذي أقبلَ ليلة الخميس المنقضي بأعداد متوسّطة ممنّياً النفس بٱكتشاف نسخة محيّنة ومواكبة للأحداث والتطوّرات من العرض الفرجويّ "المكي وزكية" لمن كان في وقت غير بعيد متربّعاً على إمبراطوريّة الكوميديا في تونس بٱنفرادٍ تامّ، لمين النهدي.
ولئن فوجئنا بالعزوف الجماهيري على المسرحيّة والذي يَرجع لأسباب عدّة، فإنّ الصدمة الكبرى اعترتنا بمجرّد صعود صاحب الصولات والجولات الركح، حيث بدَا النهدي مُرتبكاً على غير عادته يمشي متثاقلاً، يكاد يتعثّر، وسطَ فضاءٍ شبه مجرَّد...
ولأنّنا حفظنا خْرافة "المكّي وزكيّة" بأدقّ تفاصيلها عن ظهر قلب وسبرنا أغوارها جيلاً بعد جيل في وَجهها القديم الذي كان أكثر إشراقةً ونضارة، فإنّ ما قدّمهُ إبن ربوع الكاف ليلة "الخميس الأسود" لاَ تجوز مقارنتهُ لَا حضورًا ولَا أداءً بما نَسجهُ بحنكة وإبداع لَا يُضاهى خلال فترة التسعينات، وقتئذٍ بيعت تذاكر عرضهِ في السوق السوداء وطالبت مصلحة الضرائب بحقوقها نظرًا للنجاح القياسي الذي عرفهُ "وان مان شو" المكّي وزكيّة.
وبصرف النظر عن الغوص في ثنايا العرض من جوانبه الفنيّة، فإنّ المُلاحظ مهما كانت درجة تفكيرهِ ممّن واكبَ العرض لم يجتهد كثيراً من أجل بناء تقييمٍ موضوعي لِما وقف على متابعتهِ...
فالخيبة طغت على الجميع والذهول من الحضور الفاتر للمين النّهدي كان أشدّ مرارة، ولولَا خيار المجاملة الذي اتخذهُ الجمهور (حوالي 600 شخص) حبّاً فيه وتقديراً لتاريخه المضيء، لَأصيب النّهدي بنكسةٍ مجهولة العواقب ولربّما جرى العرض على طريقة «الويكلو»!





مواكبة: ماهر العوني